غزة - صالح النعامي : أثار عرض 'تلفزيون فلسطين' مسلسل «الجماعة» حول حركة الإخوان المسلمين في مصر، ردود فعل غاضبة لدى حركة حماس، التي أكد بعض قيادييها أن عرضه جاء لدوافع سياسية محضة تتناقض والجهود المبذولة لتحقيق المصالحة.
وقال الدكتور يحيى موسى، نائب رئيس كتلة حركة حماس البرلمانية، إن «عرض المسلسل الذي يشوه تاريخ الإخوان المسلمين، ويجافي أدنى مستويات الموضوعية والحيادية في تلفزيون سلطة رام الله الرسمي يدلل على التوجهات الحقيقية لهذه السلطة».
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال موسى إن عرض المسلسل يندرج في ما يسميه الأميركيون «الحرب على الإرهاب»، إذ يهدف المسلسل والجهات التي تتسابق على عرضه، إلى ضرب الأصول التاريخية للمقاومة، معتبرا أن عمود المقاومة في المنطقة العربية يعتمد على الفكر الحركي لـ«الإخوان» والنخب الفكرية القريبة منها.
واعتبر عرض المسلسل محاولة للمس بقناعات الجماهير العربية بالفكر المقاوم، من خلال التشكيك في منطلقاتها والحلقات التي شكلت تاريخها. وأضاف: «هذا جزء من الحرب التي تشنها أميركا وإسرائيل بالتعاون مع أنظمة عربية على الإسلام السياسي والإسلام الحركي، وذلك من أجل تيئيس الناس من الرهان عليه»، مشيرا إلى أن مثل هذه المسلسلات تصب في صالح المنظومة المعادية للمقاومة. وأوضح موسى أن القائمين على تلفزيون فلسطين يهدفون من خلال عرض المسلسل، إلى الإثبات للإسرائيليين والأميركيين أنهم جزء أساسي في ما يعرف بـ«الحرب على الإرهاب»، مؤكدا أنه يدلل على أن «سلطة رام الله ليست فقط غير جاهزة للمصالحة، بل إن من مصلحتها إبقاء حالة الانقسام»، معتبرا أن «السلطة باتت تدرك أن بقاءها يعتمد على تواصل التعاون الأمني مع الكيان المحتل، وبالتالي لا يمكن إلا أن تقدم على عمل يدلل على نواياها الحقيقية مثل عرض هذا المسلسل». وأشار موسى إلى أن المسلسل لم ينتقد من قبل الإسلاميين فحسب، بل من قبل الكثير من نقاد الأعمال الفنية، بسبب مجافاته الموضوعية والحيادية، ولحرصه على خدمة برامج أنظمة الحكم العربية التي تعادي الفكر الإسلامي الحركي.
ودحض أحمد حزوري، مدير عام تلفزيون فلسطين، بشدة الاتهامات التي توجهها حماس، مؤكدا أنه لا توجد أي اعتبارات سياسية وراء بث المسلسل. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال حزوري إن تلفزيون فلسطين عرض مسلسل «الجماعة» لأنه عمل درامي، مشددا على أنه تم التعامل معه من منطلق مهني، بوصفه مسلسلا يحقق نسبة مشاهدة عالية لتلفزيون فلسطين.
وأشار إلى أن عرض المسلسل لقي إعجاب الكثير من المشاهدين، وهذا ما يشكل المعيار المهني الذي يتلزمه التلفزيون. واستهجن حزوري الضجة التي تثار حول المسلسل، منوها إلى أن جماعة الإخوان المسلمين، بوصفها حركة سياسية، يتوجب أن يتم وضع تاريخها تحت المجهر وأن تنتقد، موضحا أن الأعمال الدرامية تهدف بالأساس إلى معالجة الكثير من القضايا المتعلقة بالجماعات السياسية والقيادات.
وفي إشارة إ‘لى ماأقدمت عليه إيران، حليفة حماس وقرة عينها، من إنتاج وعرض مسلسل عن النبي يوسف غليه السلام، تساءل حزوري: «إذا كانت بعض الدول قد سمحت بإخراج وعرض مسلسلات تتعرض للأنبياء، مثل النبي يوسف، فهل لا يزال محرما التعرض لتاريخ جماعة الإخوان المسلمين». وشدد حزوري على أنه قد تكون للمسلسل إيجابيات أو سلبيات، لكن ما يعنيه شخصيا الطابع الدرامي له. وقال حزوري إن هذه سياسة متبعة لدى تلفزيون فلسطين، مشيرا إلى أنه قد تم عرض مسلسل «ما ملكت أيمانكم» خلال شهر رمضان، كما أنه سيتم عرض مسلسل «ذاكرة الجسد» للروائية الجزائرية أحلام مستغانمي في العام المقبل.