+ كان لابد من إنشاء مدرسة الاسكندرية اللاهوتيه لوجود عدة مدارس و فلسفات متضاربة تُعلم الإيمان بطريقة خاطئة مثل ]الثقافة المصرية – اليونانيه – اليهوديه [ هذه كلها كانت بعيدة عن روح الكتاب المقدس – و نظراً لأن الاسكندرية كانت أكبر مركز تجاري عالمي و أيضاً مركز علمي فقد وجدت في مكتباتها أكثر من نصف مليون مخطوطة وكتاب لذا – في ظل الدولة الرومانية – الامبراطورية العظمى كان لابد للاسكندرية من إنشاء مدرسة لاهوتية ملتزمة بالكتاب المقدس و اقوال الآباء خاصة و قد نشأ و تغلغل الفكر الغنوسي منها ] الغنوسي المسيحي – الوثني – اليهودي - ... إلخ و بعض هذه
العنوسيات ( اليهوديه ) هاجمت العهد القديم
و تمثل خطر الغنوسيه في :- 1. تحقير المادة – نظره متدنية -
٢. احلالها محل الايمان – كسبيل للخلاص - خاصة في القرن الثاني الميلادي .
لذا ا- قدمت مدرسة الاسكندرية غنوسية ( معرفة ) ارثوذكسية انجيلية جديدة حفاظاً على التعليم الصحيح – غير المنحرف - .
ب- قدمت رغبات وافيه تشبع رغبات المؤمنين في كل مناحي العلم و المعرفة اذ كان الكل ولعاً بالفلسفة و المعرفة و الحكمة .
لذا – كما كتب لنا القديس جيروم أن القديس مرقس هو أول من أسس مدرسة الاسكندرية اللاهوتيه – لترسيخ الإيمان المسيحي الارثوذكسي الأصيل – لذا – صارت الاسكندرية عقل المسيحية – أمّا الغرب فمجرد متلقي فقط .
أهم سمات هذه المدرسة ا- هي مدرسة للموعوظين و المقبلين على العماد من كل الأجناس و الأديان و الأعمار و مشتركة بين الرجال و النساء في القرن الأول الميلادي و من كل الطبقات دون تميز ] جنسي – عرقي – ديني – لوني [
ب - لم تقتصر الدراسة في هذه المدرسة على الاهوت فقط بل كان تعليماً جامعياً شاملاً في كل مناحي الحياة الأدبية / العلمية / الفلسفية ليصل مداه بالدراسات اللاهوتيه .
جـ - التدرج في العلوم الدنيوية حتى نصل إلى سحب عقول المتعلمين لعمق غنى الأمور اللاهوتيه لنصل إلى المُعلّم الأوحد ربنا يسوع المسيح بالتدريج العقلي الذى ساد هذه الأجيال فقّدم مثلاً القديس أكليمدس الاسكندري منهج متدرج :
١. قدم منهج لغير المسيحين ليتعرف المقدمين على العماد أسس الحياة المسيحية .
٢. منهج اخلاقي هدفه التشبه بالله .
٣. منهج لاهوتي خاص بالمعرفة الالهيه ( لاهوتيات ) .
د - امتازت هذه المدرسة بعدم الفصل – بين الدراسة و الحياة الإيمانية – بل مورست العبادةجنباً إلى جنب مع الدراسة يمارس المعلم و التلميذ الدرايه مع الصلاة و الصوم و النسك و النقاوة بهدف الدخول للكمال المسيحي السلوكي المبني على إيمان مستقيم .
هـ - الاهتمام بالبحث العلمي – فلم يعد الطالب مجرد متلقي بل باحث و ما على المدرس إلى إرشاد الباحث عن منافذ العلم و المعرفة .
و - كانت المدرسة تمثل جزءاً من المبنى الكنسي و هنا نشأت رابطة قوية بين المدرس و تلميذه فأفضى عليه من روحه و علمه و سلوكه و إيمانه و توطدت العلاقة بين المدرس و تلميذه .
مدرسة الاسكندرية و التفسير الرمزي للكتاب المقدس : أهتمت المدرسة بالتفسير الرمزي للكتاب المقدس أهتمت بتفسير كلمة الله بطريقة روحية و إعلان ما تحمله من أعماق داخليه وراء الرموز .
* ذلك لأن المدرسة أرادت أن تصالح ( الفكر المسيحي ) مع ( الفكر الفلسفي ) ولا تدخل معه في جدل عظيم لا يتحقق معه خلاص النفس البشرية .
* لذا بنى المفكرون المسيحيون مناهج التفسير الرمزي لا اللفظي الذي في كثير من المواقع لايليق بالله – جل اسمه - .
دور الاسكندرية في حياة الكنيسة : ١. كون المدرسة أهتمت بالفلسفة اليونانية الواسعة الإنتشار – رسخ هذا الفكر – انفتاح كبير للأسكندرية على العالم و عدم إرتباطها بجماعة إقليمية ثم تكلمت مع الجميع كل بلغه يفهمها لكي توصله في النهاية إلى الإيمان المستقيم لشخص الرب يسوع لينال الخلاص .
٢. هذا الإتجاه جعل من اساتذة مدرسة الاسكندرية اساتذة مسكونين و كنيسة الاسكندرية أصبحت كنيسة مسكونية .
٣. كانت سنداً للكنيسة لتخريج الأساقفة و الباباوات و الخدام المؤهلين .
من أهم مدرسي هذه المدرسة :١. يسطس .
٢. أومانيوس و مركيانوس .
٣.اكلميدس .
٤. اوريجانوس .
٥. اثيناغوراس .
و من أهم من تخرج منها و أعتلى كرسي الباباوية : ١. القديس يسطس عميد المدرسة ( البابا السادس ) .
٢. القديس مركيانوس ( البطريرك التاسع ) .
٣. القديس هيراقلبس (البطريرك الثالث عشر ) .
٤. القديس بطرس خاتم الشهداء ( البطريرك السابع عشر ) .
كلهم كانوا عمداء للمدرسة و صاروا بطاركة على كرسي مارمرقس